الأحد، 23 فبراير 2014

ليس للصحراء باب..

لا اعرف أن أتأنّى في الصرخة، أو أهذّبها..عساها تصير أنشودة
لا أعرف ان أُنقّح ملوحة الدمع..عساهُ يصيرُ، مطراً
لا أعرف ان أحتفظ بالرماد في علبة ألوان..عساهُ يصير قوس قزح

والصحراءُ تميمةُ الإرتواء
وِحدةٌ مُختمِرة، ظننتُها، على إمتدادِ المجاز..
كلما حاولتُ ان أرتّب خصلاتها كضفيرة، إندلَقَتْ كأوردة مسفوكة
مُتّخذة هيئة بركة دم، في إحدى هذه الحروب الكثيرة والتي..لم أعد احفظ اسماءها ولا تواريخ ميلادها..ولا حتى اسبابها
كل ما احفظه جيداً..مقاسات أقدام المّارة والعابرين
حين يغمسون خطواتهم فيها..ثم يمضون دون انتباهٍ..الى نظافة الطريق
غير عابئين برائحة الجثث العالقة الآن،في وَبرِ سجّاداتهم..

فأود على سبيل الأناقة:
لو اصرخ..بصوت هادئ
وأبكي..بعذوبة
وأحترق..دون دخان
إنما..لا اعرف!

وأتساءل،أتساءل كثيراً:
كيف تُـدجّنُ الخيْبات..!

،

جنيني الشرعي الوحيد

أنا حبيبة المُثقف المشغول بترتيب ربطة عنق الأكاذيب المُنمـَّقة
وحبيبة مدير البنك الذي يُحب أن يتمشى بملابسه الداخلية على الشُرفة

وحبيبة زوجاتهم، صديقاتي

وحبيبة أطفالهم الذين يشربون العصير الجاهز قبل الذهاب للمدرسة
أما حبيبي السياسي والآخر إمام المسجد.. فأخاف التحدّثُ عن أسرارهما معي
شششششش
أنا زوجة بيوت الزنك.

أنا حبيبة الإعلان التجاري عن «فوطة» صحّية لمسح الغبار عن الأيام
وزبونة دائمة لمحلات «كوزماتيكس» التي تبيع مستحضرات غنية بڤيتامين C
للمحافظة على نضارة الحلم
وأرتاد باستمرار قاعات «الجيم» المُخصصة لشد عضلات الصبر
وأداوم على اتباع حمية عاطفية لتخفيف الحنين عن خاصرة ذاكرتي
أنا الزوجة الخامسة للظل.

أنا حبيبة المطر الذي توقف عن الهطول، إثر أن جفّ ريقُ الغيم من مُتابعة قسوتنا -عن بُعد-
وحبيبة الممرات المُعتمة حداداً على «تشليحها» لوحاتها فور انتهاء معرض الرسم مباشرة.. لا وقت للوداعات المؤجّلة.
أنا حبيبة موطئ قدم لسجادة صمت
وطقم هواء برّي غير مُستأجَر
وحبيبة نشاطي في بذر حزني على «الفيس بووك» إثر كسلك في زراعة حديقة قلبي
أما بشأن شعري المُستمر في التحديق بالمرآة.. فربما تلك مسألة شخصية سأخبرك بها وحدك عند عودتك من تنسكك في المعبد البعيد
أنا الزوجة السريّة للشتاء

وحبيبة كل ما لم أقله بعد.. مراعاةً للظرف الاجتماعي الطارئ
إنما..

شعور بالخيبة من كل شيء، يركل أقدامه وقبضتا يديه في رحمي.. جنيني الشرعي الوحيد.



،

الفقْد، في مكانه الصحيح..



تلك الخيبات
كُنّ امانٍ باسقات
ليس فيهنّ ما يوحي بالصعود، سوى ذراعا الألف الطويلة..
تلكَ الأزمنة
هجراتٌ قديمة
كبحّة محجوزة في حنجرة ديوانِ شِعرٍ وفي
تلك الأمكنة
ذاتك الجاهزة دوماً لتقدّمها قُربانَ المعنى
دون ان يرفّ لك طرفُ قلب
قلبكَ الذي سيّجتهُ الأسئلة والمعابر
ثم
أعزلاً وجميلاً..كيتيم
ولّيتَ وجهك، قِبلةَ نفسك..
/
يبتكركَ الخواء..دوائرَ مُتّسعة، كتفتّح تنورة صوفي في زهوها
ثم من قاعة الخزف..تعود
تُطلق اسماءك على الاشياء..تاركاً عنك وعنها "كاف التشبيه"، تلك الاشياء التي لاصقت نفسها حدّ الحلول
فلا تقول: كذا وكذا.."كعتبة"
انما تنسكبُ عليها: "عتبةً " وهميّة، هواجسَ مُتعرّجة، خطوطاً مهزومة بلا سيوف تُقطّع اوصالها
مهزومة، مُذ رُسمَت
وظننتَها حينذاك: خارطة..
انت الذي تناسيتَ ان الطُرق المُؤدّية اليك، لا تتضّح الا كلما ضاعَتْ
ألم تقل ان العدم أيضاً واضح المعالم ولهُ اسهم دالّة على الطريق!؟
ثم الى قاعة الخزف، تعود
تبتكركَ الوِحدة..كلونٍ اخضر
انما، لطحالب استقرّت في بِركة عمرك الضحلة
وتتماسك، على هيئة ابتسامات بطيئة وثقيلة، تُذيّل نهايات الكلمات في اوراقِ كتابِ قديم
فتسأل:
-هل للكتب زوجات؟
بل عاشقات على هيئة قصائد
-هل للكتب آباء؟
كُثر، لكن أوّلهم صراعٌ غير نزِق الملامح، اسمُهُ :السؤال
- وحين تموت الكتب، من يرثها؟
الوحدة، وأراملها..
ينتعلُ الصدى بحّة صمتك
فتمتلىُ صديداً..تودُّ ان تحيد به عن نفسك
لكن اوراقك البيضاء، شاحبة ومريضة اكثر من اللازم
لتحتمل كل هذا القيء..
/
انت..
كل الذين ضممتهُم من مردّك الأخير
وجعاً يزهد
صوتاً يحبو في حيّز الخذلان
فلا تتّسع..لا تتّسع
كي لا تضيق بك أرضٌ أنضجَت لأجلكَ اليباب
الفقد في مكانه الصحيح!
والقمحُ اغانٍ تتسامى، قبل ان يصلها المنجَل..